
عن المنهج


عند القيام بقراءة الرسالة دون تواجد الطرف الآخر في الغرفة يخفف من التوتر والحاجة الى الدفاع عن النفس. في هذه الحالة، تكون الفرصة مهيأة للتفكير بشكل أعمق بما ورد في الرسالة والتعامل مع المشاعر التي ترافق قراءتها، بحيث تكون هذه المشاعر شرعية وبالامكان التفريغ عنها. تفريغ المشاعر، كما ذكرنا سابقاً، يتيح الفرصة أمام القارئ بفهم المعلومات التي حصل عليها في الرسالة، فهو يكون على استعداد بالتعامل مع هذه المعلومات بشكل مختلف بحيث أن قراءة الرسالة تثير لديه الأسئلة حول ما قرأه: ما الذي يريده كاتب الرسالة؟ ماذا الذي يعنيه؟ ما هو السبب؟ ماهي خلفية\واقع كاتب الرسالة؟
عملية تبادل الرسائل تعبر من العوامل الهامة جداً في التعارف بين المشاركين، فمن خلالها يستطيع كل مشارك التعرف على الآخرين من خلال تبادل المعلومات، تحليلها، التفكير بهدوء، البحث عن مصادر مختلفة للمعلومات وصياغة الأجابات بحذر، هذا الأسلوب في التواصل يتيح الفرصة أمام المشاركين بالتعمق بالمعلومات التي حصل عليها خاصة في حالة عدم وجود الطرف الآخر في الغرفة، فهي فرصة لأن يتعرف عليه كانسان وفرد وليس كجزء من مجموعة،فرصة لأن يضع نفسه في مكانه، التفكير به، زيادة الوعي، تطوير مشاعر ايجابية والتعاطف معه.
عملية الكتابة تستمر خلال أيضاً اللقاءات المشتركة، حيث أن كل مشترك يحصل على دفتر والذي يستطيع من خلاله توثيق جميع الفعاليات السنوية وخلال اللقاءات، التعبير عن ذاته الكتابة وتوجيه الأسئلة في حال لم يتمكن من ذلك خلال النقاشات، أحياناً بسبب ضيق الوقت أو لأسباب أخرى. بأمكان المشاركين كتابة أي فكرة، سؤال يودون في توجيهه للمجموعة الأخرى أو أي رسالة ونشرها في المجلة التي تصدر بأسم المجموعة، فالمشاركة بشكل مستمر في الكتابة من خلال المجلة، تخفف من الشعور بالأحباط بالنسبة للمواضيع التي لم يتم مناقشتها والتعمق بها بشكل مباشر خلال اللقاء، كما وأنها توضح بأن التعامل مع المواضيع المختلفة لا ينتهي بلقاء واحد، أنما هو مستمر طالما كانت حاجة لدى المشاركين بمناقشة الموضوع.
المزيد من المناهج وأساليب العمل ستنشر لاحقاً
ما الهدف من الكتابة والمراسلة؟
الكتابة والمراسلة كانت في بداية الطريق بالنسبة للمشاركين في برنامج "شبابيك"، الحل الوحيد في التغلب على صعوبة اللقاء بين مجموعات الشبيبة، التي كانت من كلا طرفي الخط الأخضر. الهدف من الكتابة كان أتاحة الفرصة للتواصل واللقاء بطريقة غير مباشرة، لأسباب منعت القدرة على اللقاء وجهاً لوجه أو لأن اللقاءات كانت تتم على فترات متباعدة. طريقة التراسل، ساعدت على تطوير التواصل بشكل صادق وبناء بين المشاركين من المجموعات المختلفة وكذلك بين المشاركين من نفس المجموعة، بالأضافة الى أنها ساعدت على بناء الاتصال الصحيح خلال اللقاءات المباشرة.
تعتبر الكتابة أهم الأساليب في تفريغ المشاعر، خاصة تلك التي تثقل علينا. مجرد وصف المشاعر من خلال الكتابة، تساعد في أن نعطي اسماً لهذه المشاعر، تساعد على فهمها وفهم مصدرها. تفريغ المشاعر يتيح المجال أمام دخول تجارب ايجابية صحيحة، فالانسان الذي يستطيع التعبير عن مشاعره، لديه القدرة على الاصغاء لمشاعر الآخرين.
التراسل مع "الآخر" يتيح الفرصة أمام الكاتب أو الكاتبة في التفكير عن القارئ - من هو، ما هو الامر المهم الذي أريد ان أكتبه له\لها، ما الذي تعرفه عني؟ هل سيتمكن القارئ من فهم ما كتبته أو أنه علي أن أوضح أو أن أشرح أكثر وأيضاً ما هو الهدف من رسالتي. هل ألقي أمامه ما لدي من مشاعر دون الاهتمام بالنتائج، أو أنني أرغب بمشاركة ما أشعر به بطريقة تمكن القارئ من فهم رسالتي. عملية الكتابة تساعد على فهم الأسئلة والاستفسار عنها بشكل دقيق، التأكد من صحة المعلومات وتشجع على صياغة الرسالة بشكل متكامل.
المراسلة توفر للمشاركين مصادر معلومات تختلف عما يعرفونه، التعامل مع هذه المعلومات قد تكون صعبة للغاية،لكن التعامل مع رسالة تحمل معلومات أسهل من التعامل مع المعلومات ذاتها من خلال اللقاء المباشر، فمشاعرنا اتجاه "الآخر" تكون أقوى في اللقاء المباشر وقد ينتج عن ذلك صعوبة أو عدم قدرة على الأصغاء التام، وأحياناً قد يؤدي الأمر الى عدم الأصغاء بتاتاً.
تبرز أحياناً خلال اللقاء المباشر الحاجة الى التمحور في الحديث عما نريده دون السماع أو الاصغاء لما يقال. ففي بعض الأحيان يراودنا الشعور بالخجل أو الذنب، وأحياناً لمجرد الخوف من ارتكاب خطأ خلال الحديث والذي قد يفرض علينا اللجوء الى الدفاع عن موقفنا أو اتهام الطرف الآخر وتحميله المسؤولية. أحياناً الامتناع عن الحديث وعدم التعبير عن المشاعر هي حالة يلجأ اليها المشاركون بهدف عدم التسبب بالخلل بالعلاقات أو بالجو العام للقاء.
